وفقًا لـ«صندوق الهواء النظيف» (Clean Air Fund)، يموت نحو 7 ملايين إنسان حول العالم سنويًا بسبب تلوث الهواء. ومع تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، ارتبط تلوث الهواء بدرجات الحرارة؛ إذ تؤثر موجات الحر في جودة الهواء.
وفي هذا الصدد، أجرت مجموعة بحثية من معهد ماكس بلانك للكيمياء محاكاة لمعرفة مدى تطور حالات الوفيات في ظل الحرارة والتلوث على مدار القرن الحادي والعشرين. ونشرت نتائجها في دورية "نيتشر كوميونيكاشنز" (Nature Communications) في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
تحليل
أجرى مؤلفو الدراسة بعض التحليلات؛ لحساب توقعاتهم لحالات الوفاة بسبب الحرارة المرتفعة والتلوث، واستندوا إلى بيانات سابقة لبناء توقعات أكثر دقة عبر محاكاة رقمية. ووجدوا أنّ معدلات الوفيات قد تزداد إلى 10.8 مليون شخص بسبب الحرارة الشديدة بحلول نهاية القرن، في حين من المتوقع أن تزداد معدلات الوفيات المرتبطة بالتلوث إلى 19.5 مليون شخص سنويًا. وبذلك، قد يصل إجمالي معدلات الوفيات بحلول نهاية القرن إلى 30 مليون شخص يموتون سنويًا بسبب المناخ أو تلوث الهواء.
تفاوتات
لاحظ الباحثون أيضًا أنّ أسباب الوفاة سواء بتلوث الهواء أو الحرارة الشديدة متفاوتة بين بلدان العالم المختلفة، ويتوقف ذلك على عوامل عدة. على سبيل المثال، دول جنوب وشرق آسيا، تشهد أقوى الزيادات في معدلات الوفيات مدفوعة بالشيخوخة وتلوث الهواء الذي يزيد الأمر سوءًا. أما في بلاد أخرى ذات الدخل المرتفع مثل دول أمريكا الشمالية، أوروبا الغربية، أستراليا؛ فتلك المناطق من المتوقع فيها زيادة معدلات الوفيات المرتبطة بالحرارة الشديدة مقارنة بالأخرى المرتبطة بتلوث الهواء. أما في بلاد مثل وسط وشرق أوروبا وبعض الأجزاء من أمريكا الجنوبية، تُشكل درجات الحرارة المرتفعة خطرًا أكبر مقارنة بتلوث الهواء.
ويتوقع الباحثون أنه بحلول نهاية القرن، من المتوقع أن تزداد المخاطر الصحية المرتبطة بالحرارة الشديدة، مقارنة بتلك المرتبطة بتلوث الهواء، ما يُؤكد الحاجة الماسة إلى اتخاذ إجراءات التخفيف من انبعاثات غازات الدفيئة المسببة لارتفاع درجات الحرارة وتفاقم موجات الحر. وتبرز الحاجة الماسة إلى تحقيق هدف اتفاق باريس، الذي ينص على عدم تجاوز متوسط درجات الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية بحلول 2030.